أيها المسلمون نعم الله على عباده كثيرة وجمة وأعظمها واجلها نمة وكفى بها من نعمة
وهي
دين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب سيد أهل العصمة
وكتابه
القرآن كتاب النور والهدى والحكمة ودستوره العدل والمساواة بين أفراد الأمه
لا فضل بين عربي ولا عجمي إلا يتقوى الله وطاعته في كل مهمة وملمة
ففي الحديث الشريف
((يامعشر قريش ان الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالاباء،الناس من آدم وادم من
تراب لا فضل لعربي على أعجمي الا بتقوى الله))
كان الناس على جانب من عظيم من الظلال ،يعبشون بالنهب والسلب والهتك والفتك والقتال
ويعبدون الشجر والحجر والأصنام الأنصاب والرجال، ويتبعون كل ناعق من كاذب وكاهن وساحر ودجال ،
فبعث الله فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم شريف الخصال ومكارم الأفعال ويرفعهم من حضيض الجهالة والخمول وسوء الحال،إلى ذروة المجد وقمة الشرف والكمال.
فقال رسول الله عليه ، بشير ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا،وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا
وقرا عليهم قول ربه تعالى {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلاً وَأَغْلالاً وَسَعِيرًا
فسب الهتهم وسفه أحلامهم وذم تقاليدهم وأحتقر شرفاءهم ونصر ضعفاءهم وهو لايجد من دون الله وليا ولانصيرا ، ورفع صوته بالتوحيد بين الهول والجبال، والأعوار والأنجاد يقول:
فأذاه مشركي قريش ، وقالوا ساحرا أو مجنون، أو شاعر نتربص به ريب المنون
وبلغ المشركون من أصحاب
بعض مايردون حتى فتنوا بعضهم وثبت بعضهم على الحق آخرون فصاروا بدينهم يفرون وإلى الله يهاجرون ختى جمع الله شملهم في المدينة المنورة وظهر أمر الله.
فهاجر سيد المرسلين من البلد الآمين
إلى دار اخوانه وانصاره في الدين ، بعد أن جاءه الوحي من السماء على لسان جبريل الآمين
{وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30
وخرج من بيته مع صاحبه الصديق مسخلفا ابن عمه على رضي الله عنه القوي الآمين ليرد الى الناس اماناتهم ويكون ظهير لضعفاء المؤمنين وفي ربيع الأول وصل النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وتبعه الناس ،
مؤمنين ومهاجرين ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله
وهناك ظهر الحق وزهق الباطل وانتصر المسلمون
فتم المراد
وشرع الجهاد
وظهر الأسلام على الدين كله ولو كره المشركون
ودخل المسلمون في دين الله أفواجا.
اخواني في الله
لقد أنصرم العام وولى
وجاء عام جديد فمن قصر في العام المنصرم في الأعمال وفاته الخير الكثير فعليه بالجد والأجتهاد في بدلية هذا العام والندم على ما فات والأستغفار والتوبة التصوح والرجوع الى الله بصالح الأعمال فان الرسول عليه الصلاة والسلام قال:
((طوبى لمن طال عمره وحسن عمله))
يامن تمر عليه سنة بعد سنة وهو مستثقل في نوم الغفلة والنسية
يامن ياتي عليه العام بعد عام وقد غرق في بحر الخطايا
يا من يشاهد الأيات والعبر كلما توالت عليه الأعوام والشهور ويسمع الآيات والسور ولا ينتفع بما لايسمع ولا بمى يرى من عظام الأمور
مالحيلة فيمن سبق عليه الشقاء في الكتاب المسطور
{فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
فهيا لنبادر بالأعمال الصالحه التي توجب محبة الله عزوجل.
م ن ق و ل
